كتبت/ أسماء الاحمر
من هو الخاسر الأكبر في الحرب على غزة؟ إسرائيل، البلدان العربية أم أوروبا والغرب؟
إذا اقتصرت المواجهات العسكرية على فلسطين، فإن الخاسر الأكبر اقتصاديًا هو إسرائيل، ولفترة طويلة من الزمن ليست قصيرة كما يقولون.
الاقتصاد الإسرائيلي يعتمد على رؤوس الأموال الأجنبية، سواء كان مصدرها السياحة أو فروع شركات تكنولوجية الأمريكية، أو رؤوس أموال الجالية الإسرائيلية في الخارج.
من جهة أخرى؛ سيتراجع النمو الداخلي نتيجة لانضمام الاحتياط من الشباب إلى الجيش وما يترتب على ذلك من مصاريف أجور جديدة، بالإضافة إلى انخفاض الإنتاج وارتفاع الكلفة العسكرية المباشرة من أسلحة وذخائر.
أما إذا اتسع نطاق الحرب إلى المستوى الإقليمي، وضم كل البلدان المجاورة مثل الأردن، سوريا ولبنان، وحتى العراق؛ سينعكس ذلك فورًا في ارتفاع لأسعار النفط والتأمين على البواخر، مما يعني تورط أميركي في العراق والأردن ومضيق هرمز، وهنا الأذى الأكبر سيلحق أوروبا بعد إسرائيل لأسباب لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية مباشرة، إنما بارتفاع أسعار النفط من جهة، وعدم أمان الطرق من شرق آسيا إلى أوروبا.
يبقى السؤال الأهم للدول الغربية ولأوروبا، هل ستتمكن هذه الدول من تجنب الانكماش الاقتصادي الذي برز في كل مرة اشتعلت فيها نيران حرب كبيرة في الشرق الأوسط؟
ونذكر منها على سبيل المثال، حرب ١٩٧٣، الحرب على العراق، والحرب على ليبيا…إلخ، فالشرق الأوسط ليس هو مصدر أساسي للطاقة فقط، إنما أيضًا سوق كبير للعديد من المواد والسلع الكمالية الأوروبية.
يبدو أن (المال) في أوروبا لا يريد لهذه الحرب أن تتسع، ولكنه يدعم إسرائيل في الوقت ذاته عبر السلاح والذخيرة، ويريد لها أن تنتصر، وأي خلل في هذه التمنيات، مثل: امتداد الحرب إقليميًا أو فشل إسرائيل، قد يكون له تأثير سلبي كبير على أوروبا وعلى أهدافها.
بقلم / أسماء الأحمر